هل مرّ بك موقف، شعرت وكأن قدماك تجرّانك إلى أمر لا تريدينه
ولسانك ينطق بكلام لا تؤمنين به، تودّين أن تصرخي من أعماقك
بما انعقد عليه قلبك ورضيت به نفسك، بمبادئك التي تؤمنين بها !
قائلة في وجوههم: لا!!
لكن..
خوراً ضعيفاً يهدّ أعضاءك ويشل لسانك.. فتسيرين خلفهم مذعنة..
ولم يتبق من (لا) في نفسك إلا أصداء مكتومة ؟!
هيا بنا نتعلم كيف نقول: لا!
1) إخلاص النية لله والاستعانة به وطلب رضاه
لتكن الدافع الأول في رفضك للأمر استشعري كيف تركت هذا الأمر رغبة فيما عند الله وخشية من عقابه .
وتذكّري دائماً: من أرضى الله بسخط الناس، رضي عنه الله وأرضى عنه الناس .
ومن أسخط الله برضا الناس، سخط عليه الله وأسخط عليه الناس.
2) حينما ترفضين أمراً، بيّني لمن يخالفك أو يزمع إرغامك عليه
أسباب رفضك بالدليل والحجة !!
لا تكن كلمة (لا) مجرّدة من نور برهان يقوّيها ويثبت قدمها
بل اعرضي ما تؤمنين به مرتكزة على دليل واضح بيّن
وبأسلوب مقنع محترم، وتذكّري أنّ صاحب الحق لا يصرخ أبداً!
3) فكّري في النتائج بهدوء:
ما الذي يحدث لو فعلت ما أومن به، ورفضت فعل ما أكرهه؟
ماذا لو قلت لهم: (لا)؟
هل سيصل الأمر إلى القطيعة؟ أو الإيذاء؟
أم هو مجرّد مجاملات فارغة وتملّق أجوف؟ ثم اختاري لنفسك!
4) تخيلّي موقف المواجهة وكأنه قد حدث بينك وبينهم
فكّري في أقوالهم وكيف ستكون ردودك عليهم
وليكن الموقف مشرقاً واضحاً، أنت فيه الأقوى والأسطع
وغيرك أشباح وخيالات ضبابيّة ضعيفة، لضعف حجتهم
وهوان أمرهم، ولا تفكّري في المواجهة بشكل سلبي تتصورين فيه أسوأ الاحتمالات
فهذا يجعل للأمر في نفسك هيبة وهمية وخوفاً لا أساس له!
5) تعوّدي اتخاذ قرارك بنفسك مستقلة عن الآخرين
ابدئي في سبيل ذلك بقرارات صغيرة ضمن حياتك اليومية
تعوّدي السرعة والقوة في الاختيار، ونبذ التردّد والحيرة
كاختيار ملابسك أو أطباق وجبتك
ثم انطلقي إلى أمورك الأكبر، ثم إلى قرارات حياتك المصيرية
فبذلك تكسبين الثقة في نفسك والاستقلالية
وتستطيعين حينها أن تقولي لمن تشائين: لا!
6) أحياناً نستطيع أن نأكل الزاوية النظيفة من الرغيف الملوّث
ونقول للباقي: لا، بلا أضرار، وهكذا فعلت امرأة حكيمة :
دُعيت إلى حفل زفاف أخ زوجها، وقد ماج بالمنكرات
الواجب عليها أن تقول: لا !!
لكن العواقب وخيمة، فقامت بالذهاب مع بنيّاتها في بدء الحفل
وقبل اجتماع الناس كلهم وعزف الطرب، أدّت واجب السلام والتهنئة !
ثم اعتذرت بلباقة فأذنوا لها باحترام وخرجت .
فسلمت ذمّتها وأرضت ربها، وأرضت الناس!
7) حينما تقولين لا، حاولي أن تقوليها بملمس الوردة الناعم . وليس بأشواكها المؤلمة !
لا تجرحي أحداً وتثيري مشاكل أكبر!
بل كوني هادئة واثقة مؤمنة، بابتسامة طيبة وأدب جم .
وفكّري في أكثر من أسلوب تبيّنين فيه رأيك المخالف
واختاري أقلّها أضراراً وأشدّها إقناعاً، وأطيبها أثراً في نفس الناس!